24‏/05‏/2012

مسامير في (( جسد )) التعليم



مدخل :
سنقول في جسد تفاؤلا وليس نعشا..


ينظر إلى تعليمنا بالمقاييس الدولية أنه تعليم فتي ناشئ  صحيح البدن يقفز قفزات عداء في مضمار رياضي خطواته  واسعة  وواثقة  نظرا للإمكانات المتاحة له ..
إلا أنه في نظر القريبين من الميدان والممارسين له سواء
في المكاتب أو خلف أسوار المدارس هو تعليم هرم يتوكأ على عصا مهترئة
لا يستطيع النهوض وإن نهض لا يكاد يستقيم!

ومبرراتهم في ذلك كثيرة ومنطقية فلا النظام التعليمي مناسب
ولا المنفذين يستشعرون أهمية النهوض
ولا المتلقين أو المستفيدين يقلقهم هم الجودة أو التطوير..
من الأسباب  المؤدية إلى شيخوخة التعليم المبكرة
عندما يشمر المسؤول عن ساعديه ويستعين بتجارب تربوية
من دول تختلف عن واقعنا جملة وتفصيلا ثم يقر نظام لا يطبقه هو
ويطرحه في الميدان ويجعله إلزاميا دون تهيئة الميدان لقبوله
ودون إشراك المنفذين لمتطلباته في دراسة جدواه
ثم ينتظر في مكتبه نتائج باهرة لتطبيق هذه التجارب كما هي الحال في
التقييم المستمر وهذا النظام رغم مضي أكثر من عشر سنوات على تطبيقه
إلا أن مخرجاته ضعيفة جدا رغم إصرار الوزارة على الاستمرار فيه
ونتائجه المتردية لا تخفى على حصيف في الميدان
ولا ننسى  مسمار لائحة المواظبة وعجزها الواضح عن الحد
من الغياب الجماعي للطلبة قبل وبعد كل إجازة ..
وأحد المسامير التباين في التنظيم والتعليمات بين إدارات التعليم
رغم توحد المرجعية الرئيسية وهي وزارة التربية والتعليم
فكل إدارة تعليم لها صلاحيات تختلف مما يجعل المعلمين في مختلف المناطق
لا يتفقون حول تنظيم معين إذ أن الإدارات تختلف ومن لديه شك في ذلك
فله العودة إلى طريقة تعاطي كل إدارة تعليم مع صلاحياتها المخولة لها
في تعميم واحد صادر من وزارة واحدة  وزارة التربية والتعليم
والتي حرصت أن تحفظ حق الطالب وجعلته مدللا مرفها
تحميه تعليماتها المشددة دون النظر إلى استئساده على معلمه
وازدراءه وولي أمره للمعلم وتهميشه للنظام التعليمي
الذي تقادمت به السنون وتخلى عن توقيره للمعلم حتى وإن ملأ القائمين عليه
كل وسائل الإعلام بالتنظيرعن الحقوق والمزايا
والتي تذهب أدراج الرياح عند المطالبة بها..
هناك مسامير كثيرة لا زالت تتوالى على جسد التعليم الذي لا زال يمرض
ولكنه بإذن الله لن يموت ..
من هذه المسامير التي بدأت تنخر في الجسد وتتغلغل علها تتمكن من ثغرة
وهي فكر القائمين على التعليم المباشرين من إداريين ومعلمين..
الفكر التقليدي والذي يرفض بعنف التغيير الإيجابي ويعتبر أن كل خطوة هي زيادة في رفاهية ستفسد  التعليم  فلا حرص على تطوير ذات ولا تطوير غيره نجد هذه النماذج كثيرة جدا وللأسف أكتفت أن يكون سعيها للتطوير أختزل في العناية الفائقة  ببهرجة ورقية أو اجتماعات وحلقات يمضي ثلثي الوقت المخصص لها في أحاديث جانبية وطرح المشاكل الخاصة دون عناء البحث
في عمق ما يمكنه أن يرتقي بالتعليم وجودته وبالتالي تحسين مخرجاته..
أيضا من المسامير التي تدق بعنف  في جسد التعليم  الطالب نفسه بدعم من أسرته فبمقارنة
بسيطة بين طالب اليوم وطالب الأمس نجد الفرق الشاسع بين الجيلين لن أتحدث عن طلبة الأمس المكافحين والمقدرين أهمية التعليم ولكني سأتحدث عن الطالب اليوم الذي أصبح يفرح بالكوارث الطبيعية للحصول على إجازة فلا همة لديه ولا نظام يلزمه..
والأسرة تقف موقف المتفرج لا حول لها ولا قوة والعجيب في الأمر أن تكون الأسرة أول الفرحين بمشارفة العام الدراسي على نهايته فتبادر إلى منع الصغار إلى المدرسة بما يقارب الأسبوعين وكأنها تعطي الصغار دروسا خصوصية في عدم احترام النظام حتى وان كان النظام به ثغرة واضحة ..
والمؤلم أن نجد  كل من أركان العملية التعليمية يحمل أحد الأطراف مسؤولية  ضعف التعليم ويخلي نفسه من المسؤولية !
مخرج~
لا زلت أقول المسامير كثيرة جدا ولكن  التعليم لدينا
لا زال يتنفس  ويتحرك ببطء  فمن يدفع به إلى الأمام ؟


نون النسوة والاستهداف




من أسهل المهام على شياطين التغيير الانتكاسي السلبي 
توظيف نون النسوة حديثات العهد بالحضارة الزائفة للنيل 
من ثوابت الأمة وقيمها ومبادئها ..
وتعظم المصيبة حينما تستهدف النساء 
من هذه الأرض المباركة معقل الإسلام ومنارته 
فيصبحن معاول هدم في بناء قام على شريعة 
..فرضها الله على خلقه وارتضاها لهم 
 والعجيب في الأمر انجراف تلك النسوة بشكل يدعو للدهشة خلف التغريب والتنكر للقيم الإسلامية الفاضلة والانسلاخ من الهوية ويزداد الجرم قباحة حينما يتعدى الأمر من التحول الشخصي للمرأة نفسها إلى هجومها الممتد من أجندات يراد بها تقويض الأمة وهدم أركانها على تعاليم الدين ورموزه وثوابته مرورا بالتنكر للوطن الذي منحهن الكثير لعل أبسط المنح انتشالها من أميتها وإلحاقها بركب التعلم والمعرفة 
والتي ما زادتها إلا جهلا على جهل
إن تكاثر مثل هذه النماذج السيئة ما هي إلا نتاج فكر ليبرالي عفن تكاثر في صحافة صفراء مريضة مُحارب للقيم 
يسعى للنيل من فضائل الأمة ورسوخ ثوابتها 
إن هذه النماذج كالأورام السرطانية سريعة الانتشار 
خبيثة ومدمرة يقوم باحتضانها ورعايتها رعاع يلهثون خلف شعارات براقة تزعم تحرير المرأة حتى أعمت بصيرتها مع بصرها فأوغلت في انحرافها الفكري ونافست أعداء الإسلام في الإساءة له ولم يتوقف هذا المد الانتكاسي عند حد المطالبة بالتحرر بل أمعن في النهش والانقضاض حتى وصل بهن الحال إلى التطاول على الذات الإلهية سبحان الله عما يصفون ..
 إن من أنجع علاجات الحد من هذا التمادي القذر 
في مثل هذا التوجه هو التحصين الفكري للناشئة 
من خزعبلاتهم وكشف مخططاتهم والرد بقوة 
وحجة بالغة على ترهاتهم وشبهاتهم ..
 ثم إن المتتبع لسيرة هؤلاء النسوة ليجد ضعفا وهشاشة 
في الفكر وعشقا للظهور والبروز فوجد أعداء الأمة غايتهم فيهن لتجنيدهن فسلطت الأضواء عليهن وانتشرت مقولاتهن فلقيَ ذلك الإحتفاء من فلاشات التغريبيين هوى في نفوسهن فهوت بهن قاطرات الجهل في هوة سحيقة 
من الظلامية والتظليل والتهميش والأكاذيب 
وما علمن أنه بانتهاء أدورارهن التي رسمت لهن 
في ظلام سيلقى بهن في مزبلة التاريخ الأسود بعد أن تلفظهن مجتمعاتهن ولعذاب الله اكبر ...

23‏/04‏/2012

ذكريات القرية..




ذات أصيل وقبيل أن يحل المغرب على دروب القرية الوادعة 
بين الجبال 
الشم 
قادتني الخطى في رحلة الذكريات .. 

رائحة الندى الممزوجة بالاصالة 
تنتشر في المكان وكأن الارض ابتلت بالمطر للتو .. طرقات ضيقة تحس 
فيها بالحميمية هنا شجيرة ((عشر)) اطلت برأسها بين رمال صفراء متكومة 
وكأنها تخشى البقاء بين الصخور وهناك سياج خشبي متهالك اعيته السنون أ
شبك يديه مصرا على البقاء وهنا خيالات سعف نخيل رسمتها خطوط 

الشمس الذهبية تتراقص على الأرض بكل وداعة وهدوء .. 
التقيتها سيدة 
فوق الخمسين جزء من العباءة يخط في الارض والجزء الاخر 

تمسك به بيد 
معروقة نحيفة تغطي وجهها بغطاء يبين اكثر مما يخفي 

وقد تأبطت لفافة لا أ
عرف ماهي ..

ألقت السلام بتلك الطريقة السمحة القريبة من القلب ورددت 
عليها وأكملت المسير فهي على عجالة تود لو تطوف القرية قبل حلول 
الظلام .. اقتربت من بقايا جدار يحمل بصمات لأصابع قد يكون صاحبها 
رحل إلى العالم الاخر عالم البرزخ وبقيت بصماته شاهدة على حب الناس 
للعمل والتفاني ..



يااااا الله ما أروع أن تسير في دروب القرية تنصت 
لأصوات الطبيعة 

هنا عصفور يبحث عن مستقر لهذه الليلة وهناك قطيع 
صغير من الماعز يعود 

أدراجه بعد أن عبث في حقل أجرد من كل شيء إلا 
نباتات صحراوية

 وبقايا نخيل وبعد أن انحرفت إلى إحدى السكك الضيقة جدا 
وجدته 

 شيخا كبييرا له لحية بيضاء يتوكأ على عصاه يقف حتى لا يكاد 
يستطيع التوقف 

عن الحركة تماما وهو يحاول أن يستبين ملامح هذا الإنسان 
المقبل عليه 

آآآآآه ما أجملهم وما أطيب الناس هنا ..

بامكانك أن تلقي عليه 
السلام كوالد لك بإمكانك أن تمسك عصاه وتقوده إلى مكان 

آمن هو المسجد 
الذي يبحث عنه يترقب الصلاة .. 

فقط هنا الأرض والإنسان والنقاء ولا غير 
ذلك .. 



اقترب الليل وأسرعت الخطى أطفال اقتربوا من أبواب منازلهم 
أحدهم يحمل دلو والآخر عاد من الحقل يحمل خضار والاخر يركض حافي 
القدمين وهو يمتطي صهوة سعف نخيل فرحا بها وكأنها حصان عربي 
أصيل براءة وربي هي تلك 
الفتاة هنا أحلامها تعانق القمر وتلامس النجوم 

وتعشق الليل وهو 
يرخي سدوله الطهر والعفاف هنا ..

صديقة لأحلامها فقط 
ومسلسلها أحاديث المرأة المتجولة بين المنازل .. 

وعطرها 
النظافة فقط ياااا الله ما أجمل أن تكون بينهم ..


هل أنتظر المساء فأتلصص على حكاياتهم العابقة برائحة الهيل ؟؟ 
هل أبقى بالجواروأسترق النظر للعناق الأبدي بين ضوء القمر 
وسعف النخيل وبقايا أطلال لمنازل هجرها أهلها؟؟ 
هل أبقى 
وأستمع إلى صوت معزوفة الضفادع وصراصيرالحقل 

إن لها 
لحنا آخاذا في هدأة الليل تعيدك عشرات السنين إلى حيث 

الطفولة 
والبراءة .. 

هل أبقى وأستمتع برائحة الليل المختلط بالأحاديث 
والعشاء المبكر ورائحة الحطب المشتعل في تلك الدور الأنيسة ؟؟

كم أعشق هذه القرى وكم تتوق نفسي لأن أعود إليها كثيرا
 فأسير 
حافية القدمين وأتعرض للأشواك فلا بأس ..

وأشرب من ماء تقذف 
به ماسورة من باطن الأرض وصوتها البهيج يدغدغ أذني..

الشمس في القرية حنونة جدا فقبيل المغرب تخف حدتها وتصبح 
كخيوط الذهب تستطيع أن تجعل عينيك بمواجهتها دون نظارة من 
ديورأومن بيوت 

الأزياء العالمية هي تمنحك الفرصة ..

تطلّع إ
ليها وسبح بحمد خالقك ..


الشمس هنا لطيفة كما هم البشر تحتها 
وحتى القمر له سحره الخاص 

هنا يعلمك كيف تكتب الشعر العذب 
الموغل في العفاف والطهر والحياء..



آآآآآآآه قريتي ما أجملك وما 
أكثر الصفاء بين جنباتك ..

وما أروع الأصالة حينما تكون 
منطلقة منك..


19‏/04‏/2012

عندما تكون الإبتسامة ستار..



قليل جدا من يستطيع أن يمنح الناس السعادة وقلبه يئن حزنا 

فغالبا عندما تحزن أو تغضب أو تفرح أو تتألم يبدو ذلك ظاهرا 
على محياك وتترجمه تقاطيع وجهك أو تصرفات عفوية تصدرها لا تستطيع كتمانها



ولكن هناك فئة وهي قليلة جدا مقارنة بمن لا يستطيع كتمان 
مشاعره 

هناك أناس تمتلك مقدرة عجيبة في التمويه وليس 
الكذب تجدهم يملئون الدنيا 

ضجيجا وفرحا وحبورا .. 

مبتسمين .. لطفاء .. يدخلون السرور على النفس ولهم قدرة 
خرافية 

على امتلاك قلوب الناس ببساطتهم وسرعة 
ألفتهم ..

تنظر إليهم وتظن أن هؤلاء لا يعرفون البؤس ولا 
التعاسة أبدا 

وتعتقد أنهم يحملون السعادة في جيوبهم كعلاقة 
مفاتيح ثمينة .. 

بينما هم في الحقيقة أكثر الناس حساسية 
وألم وحزن داخلي 

لا يعلم مداه الا الله سبحانه وتعالى ..

ولم يفكروا 
يوما في البوح أو التعبير ولو فعلوا ذلك لا استنكر عليهم 
الآخرين ذلك فما عهد عنهم التذمر أو الشكوى أو الأنين 
والتأوه..

نعم يا أحبة هؤلاء لديهم مشاعر مرهفة يحملون قلوبهم على 
أكفهم يحتفلون بافراحكم ويضحكون لكم ويضحكونكم وقلوبهم 
كعصافيرتعودت سجن الأقفاص واستسلمت لنظرات المتعة من 
الأطفال بألوانها وتغريدها ورشاقة حركتها رغم الآلام الكبيرة 
التي تستوطن قلوبهم التي اعتادت أن تترك على الرف فترات 
طويلة فلا تشعر بالفرح يطرق أبوابها ولا السعادة 
تداعب نبضها ..


ليس كل مبتسم سعيد وليس كل ساخر أو خفيف ظل مبتهج 
فالابتسامة قد تكون ستارة زاهية الألوان حتى لا يدرك الآخرون 
حجم الألم والحزن الداخلي للمبتسم ثم إن هؤلاء يمتلكون 
بياض ونقاء استثنائي خاص بهم فقط ..
فلا يهم أن يكون سعيدا 
طالما أنه هو من يمنح السعادة للآخرين .. 

هؤلاء لا يعرفون 
مفردة تطلق على حب الذات وهي الأنانية 
لا يهم أن يتأخر الفرح لديهم ولا يهم أن تقطر أحاسيسهم 
قبل 
قلوبهم دماء الإهمال أو التجاهل المهم أن يبتسم الآخر .. 

أن 
يفرح الاخر .. أن يسعد الآخر .. أن لا يبكي أمامه الآخر .. 


مهمة مستحيلة لغيرهؤلاء .. هم فقط من يسدل الستائر على 
آلامهم .. 

هم فقط من يزرع حقول الجفاف بالزهيرات ويتفاءل 
بانتظار المطر .. 

هم من يحب الآخرين ويبذل للآخرين و 
ينكرون أنفسهم .. 

وتكون ابتساماتهم ...ستار..

فمن منكم يستطيع ذلك ؟؟


ألبوم صور



لماذايحتفظون بالصور؟
صور لأحبتهم
تفاصيل ذكرياتهم

أنا لست مثلهم
ليس لدي ألبوم للصور
لا أحتاجه
لا أحب أن أقرأ الصور!
يكفي أن تفترش صورك
مساحات ذاكرتي
أستعرضها كل حين
قديمها وجديدها
سعيدها وحزينها..
اتأملهاوكل مشاعرالحب
تثور بداخلي
تستنطق صمتي
تستثير جنون
العشق لك فيني
أراك تقبل نحوي مبتسم
أراك تسرح بفكرك بعيدا
أراك تعبث بالأشياءالصغيرة
فتغير من ملامحها!

ذاكرتي ليست كألبوماتهم
فهي لا تختزل الصور فقط
أكاد أسمع صوتك
أكاد أن أحس نبضك
بل أحسه فعلا
برودة كفك
عذوبة أنفاسك..

صور بديعة
لا تلتقطها آلة التصوير
الإفصاح عنها
يسرق بريقها مني
صور خيالية
لك وحدك
أيها الصغير
ماأعذبك وأحرفك الأولى
تئن تحت وطأة محاولاتك
للنطق السليم
صورك أيها الصغير
طبعت في قلبي
فلست بحاجة إلى ألبوماتهم!
جميع الحقوق محفوظة © 2012 أ.جـواهـر محمد الخثلان