مدخل :
سنقول في جسد تفاؤلا وليس نعشا..
ينظر إلى
تعليمنا بالمقاييس الدولية أنه تعليم فتي ناشئ صحيح البدن يقفز
قفزات عداء في مضمار رياضي خطواته واسعة وواثقة نظرا
للإمكانات المتاحة له ..
إلا أنه
في نظر القريبين من الميدان والممارسين له سواء
في
المكاتب أو خلف أسوار المدارس هو تعليم هرم يتوكأ على عصا مهترئة
لا
يستطيع النهوض وإن نهض لا يكاد يستقيم!
ومبرراتهم
في ذلك كثيرة ومنطقية فلا النظام التعليمي مناسب
ولا
المنفذين يستشعرون أهمية النهوض
ولا
المتلقين أو المستفيدين يقلقهم هم الجودة أو التطوير..
من
الأسباب المؤدية إلى شيخوخة التعليم المبكرة
عندما
يشمر المسؤول عن ساعديه ويستعين بتجارب تربوية
من دول
تختلف عن واقعنا جملة وتفصيلا ثم يقر نظام لا يطبقه هو
ويطرحه في
الميدان ويجعله إلزاميا دون تهيئة الميدان لقبوله
ودون
إشراك المنفذين لمتطلباته في دراسة جدواه
ثم ينتظر
في مكتبه نتائج باهرة لتطبيق هذه التجارب كما هي الحال في
التقييم
المستمر وهذا النظام رغم مضي أكثر من عشر سنوات على تطبيقه
إلا أن
مخرجاته ضعيفة جدا رغم إصرار الوزارة على الاستمرار فيه
ونتائجه
المتردية لا تخفى على حصيف في الميدان
ولا ننسى مسمار
لائحة المواظبة وعجزها الواضح عن الحد
من
الغياب الجماعي للطلبة قبل وبعد كل إجازة ..
وأحد
المسامير التباين في التنظيم والتعليمات بين إدارات التعليم
رغم توحد
المرجعية الرئيسية وهي وزارة التربية والتعليم
فكل
إدارة تعليم لها صلاحيات تختلف مما يجعل المعلمين في مختلف المناطق
لا
يتفقون حول تنظيم معين إذ أن الإدارات تختلف ومن لديه شك في ذلك
فله
العودة إلى طريقة تعاطي كل إدارة تعليم مع صلاحياتها المخولة لها
في تعميم
واحد صادر من وزارة واحدة وزارة التربية والتعليم
والتي
حرصت أن تحفظ حق الطالب وجعلته مدللا مرفها
تحميه
تعليماتها المشددة دون النظر إلى استئساده على معلمه
وازدراءه
وولي أمره للمعلم وتهميشه للنظام التعليمي
الذي
تقادمت به السنون وتخلى عن توقيره للمعلم حتى وإن ملأ القائمين عليه
كل وسائل
الإعلام بالتنظيرعن الحقوق والمزايا
والتي
تذهب أدراج الرياح عند المطالبة بها..
هناك
مسامير كثيرة لا زالت تتوالى على جسد التعليم الذي لا زال يمرض
ولكنه
بإذن الله لن يموت ..
من هذه
المسامير التي بدأت تنخر في الجسد وتتغلغل علها تتمكن من ثغرة
وهي فكر
القائمين على التعليم المباشرين من إداريين ومعلمين..
الفكر
التقليدي والذي يرفض بعنف التغيير الإيجابي ويعتبر أن كل خطوة هي زيادة في
رفاهية ستفسد التعليم فلا حرص على تطوير ذات ولا تطوير غيره
نجد هذه النماذج كثيرة جدا وللأسف أكتفت أن يكون سعيها للتطوير أختزل في العناية
الفائقة ببهرجة ورقية أو اجتماعات وحلقات يمضي ثلثي الوقت المخصص لها
في أحاديث جانبية وطرح المشاكل الخاصة دون عناء البحث
في عمق
ما يمكنه أن يرتقي بالتعليم وجودته وبالتالي تحسين مخرجاته..
أيضا من
المسامير التي تدق بعنف في جسد التعليم الطالب نفسه بدعم من
أسرته فبمقارنة
بسيطة
بين طالب اليوم وطالب الأمس نجد الفرق الشاسع بين الجيلين لن أتحدث عن طلبة الأمس
المكافحين والمقدرين أهمية التعليم ولكني سأتحدث عن الطالب اليوم الذي أصبح يفرح
بالكوارث الطبيعية للحصول على إجازة فلا همة لديه ولا نظام يلزمه..
والأسرة
تقف موقف المتفرج لا حول لها ولا قوة والعجيب في الأمر أن تكون الأسرة
أول الفرحين بمشارفة العام الدراسي على نهايته فتبادر إلى منع الصغار إلى
المدرسة بما يقارب الأسبوعين وكأنها تعطي الصغار دروسا خصوصية في عدم احترام
النظام حتى وان كان النظام به ثغرة واضحة ..
والمؤلم
أن نجد كل من أركان العملية التعليمية يحمل أحد الأطراف مسؤولية ضعف
التعليم ويخلي نفسه من المسؤولية !
مخرج~
لا زلت أقول المسامير كثيرة جدا ولكن التعليم لدينا
لا زال يتنفس ويتحرك ببطء فمن يدفع به إلى الأمام ؟